20 Mar 2012

هم منزعجون يا هناء

أعترف لكم أنني الليلة حزينة 
حزينة على أسيرة ، بلا طعام سجينة ، مشروع شهيدة 

حزينة أيضاً لأن إضرابها عن الطعام منذ أكثر من شهر "يزعج"، على ما يبدو، بعض الـ(لا)إخوة العرب، كما يزعجهم أن نكتب عن فلسطين ولا نكتب عن سورية، وكأن القضية العربية ليست واحدة والظلم ليس واحداً والدم ليس واحدا


قلتُ لنفسي : "يا بنت خليها في القلب تجرح ولا تطلع لبرا وتفضح". لكن ما عاد في القلب "مطرح" لمزيد من الجروح، وليسامحني كل من أظلمه الليلة

أعترف لكم أنني الليلة حزينة، وربما غاضبة، أو لعلي "منزعجة"، مثل البعض، وربما لا أعرف.. لم أعد أعرف. لا أفهم كيف سكتت أصوات الصهاينة على تويتر، الذين عادة ما يأتون لتوجيه السهام ضد كل من يكتب كلمة حول قضية هناء شلبي، لتعلو مكانها أصوات عرب "منزعجين"، وهم من عدة دول عربية

سامحكِ الله يا هناء، لم أزعجتِ العربَ بإضرابـِك عن الطعام؟ هم بصراحة "مش ناقصينك"، وبعدين يا هناء الله يرضى عليك، الظلم في كل مكان، يعني الإضراب لا يقدم ولا يؤخر، والاعتقال الإداري في الدول العربية مثل اسرائيل أو أسوأ

صح؟ 

وبعدين يا شيخ، مالناس كل يوم بتموت في سورية بالعشرات، إش معنى هناء شلبي أهم منهم؟ وهي شخص واحد مش أكثر. وبعدين هي تنتمي للجهاد الإسلامي، يعني كيف شوية ليبراليين على شوية يساريين وغيرهم يدافعون عن واحدة جهادية؟

وبعدين إنتو الفلسطينيين منقسمين وحالتكم حالة وزعماؤكم باعوا القضية 


أعترف لكم أنني الليلة حزينة .. هل الخطأ في؟ أم الخطأ في الآخرين؟ أم الخطأ فينا كلنا؟

صارت حياةُ إنسانة لا تعني شيئاً حتى لبعض أبناء جلدتها - المفروض يعني  العرب - وحتى لكثير من الفلسطينيين أنفسهم، فكيف ستعني شيئاً لقوة الاحتلال الصهيوني العنصري الغاشم الظالم القاسي المجرم؟

هناء شلبي وحدها، في أسرها وجوعها، تعرف في هذه اللحظة أنها أقوى من
كل هؤلاء، وأقوى من الظلم، وأقوى من "الانزعاج"، لأن هناء تعرف أن الظلم لا لون له ولا طيف ولا جغرافيا ولا أيديولوجية، وأن ذرة ظلم هي ظلم، وأن الظلم يبدأ بذرة وينتهي - إن تم السكوت عنه - بأمة. هناء تعرف أن مواجهة الظلم تبدأ أيضاً بذرة قد تنتهي بإنقاذ أمة


5 comments:

عربي حتى النخاع said...

يا سيدتي رأي رجل معتوه أنزعج على تويتر لا يمثل كافة الأسوياء. هي أسيرة وسنظل نؤيدها ونؤيد قضيتنا الكبرى ما حيينا. و لكل من أنزعج أقول كل بلادنا العربية المثقلة بالهموم في قلوبنا ونهتم ونكتب عنها كلها. الكلام عن أحدهما لا يعني إهمال الأخرى. أنت أول من يقوم بذلك على أكمل وجه.

Dima Khatib said...

سيدي أشكرك على كلامك.. كلامي لا ينبع من موقف رجل معتوه على تويتر .. ليته ينبع من كلام رجل معتوه على تويتر. كلامي ينبع من حسرة تكبر وتكبر كل يوم من رجال ونساء في توتير وفي فيسبوك وفي حياتنا اليومية

ولا أتحدث فقط عن قضية هناء ، هي مثال اخترته الليلة ، من أمثلة كثيرة

وليسامحني من ظلمته الليلة

عربي حتى النخاع said...

طالما بقي ناس مثلك يعرفون الحق و يكتبون عنه غير مبالين النتائج فأعتقد أن لا مكان للحسرة في قلبك انما أستبدليها بالفخر والقوة لأن عاجلا ام اجلا الحق سينتصر. سواء بعد شهر ، عام ، أم مائة عام سينتصر. والأمل و الارادة هما السبيل كما نتعلم من هناء و خضر وآلاف أخواننا في كل البلاد العربية

Anonymous said...

مقال رائع في ألمه .......يبدو أنه لم !يعُد من حقنا حتى أن نحزن

fateimad said...

أعترف انا الأخري أني مثلك حزينه حزينه علي أقصانا الذي دنسه الصهاينه حزينه علي بلاد العرب الحبيسه تحت الاحتلال حزينه ان العرب تناسوا الشأن الفلسطيني ونسوا انه سيظل همهم الاكبر حتي يستعيدوه من الصهاينه الغاصبين وحزينه ان الصهاينه نجحوا في الوقيعه داخلنا نجحوا بيننا في داخل بلدنا ونجحوا بين البلد والبلد تخيلي ان جولدا مائير قالت : سنضرب المسلم بالمسلم والمسيحي بالمسيحي والمسلم بالمسيحي عن طريق الدين وهذا ليس بذكاء منا ولكنه بغباء من الطرف الآخروانقسمنا بكل الصور ليبرالي اشتراكي يساري ثم شيعي سني سلفي اصولي ووهابي جماعات جهاديين ووو مسيحي ارثوذكسي كاثوليكي ادفنتست ووووهكذا اصبحنا كلنا ضد كلنا حتي اصحابك يتسائلون لما انت حزينه هي جهاديه وانت غير ونسوا ان المقدرات واحده والهم واحد والشأن ِشأن الجميع اللهم اصلح لنا شأننا كله