30 Nov 2011

هونغ كونغ .. صينية جداً، بنكهة خاصة جداً


عشت كل التناقضات بين الصين القارية وهونغ كونغ التي تعتبر جزءاً من الصين لكن تتمتع بحكم ذاتي، ومن هنا تسمية "البلد الواحد بنظامين". عشت كل التناقضات بينهما: بين نظام يسيطر فيه الساسة على كل شيء ونظام يسيطر فيه المال على كل شيء، بين نظام حريتك فيه مسلوبة سلفاً ونظام يعطيك حرية دون شك لكن بقدر قوتك الشرائية، بين نظام يقدم نفسه على أنه شيوعي لكنه في حقيقة الأمر رأسمالي دون أي شكل من الديمقراطية والحرية - الأفضل وصفه بنظام الحزب الواحد - ونظام رأسمالي يعتبر أكثر اقتصادات العالم انفتاحاً. قارنت بين المكانين من خلال أسرتين صينيتين واحدة في بكين والأخرى في هونغ كونغ في حلقة من برنامج تحت المجهر : الصين بلد واحد بنظامين

الحياة في هونغ كونغ كانت عصرية إلى أبعد الحدود. كنت أشعر أحياناً أنني أعيش في المستقبل. كل شيء كان منظماً وسهلاً وفي متناول اليد. كانت مزدحمة بالناس دائماً في أزقتها وجسور المارة والأنفاق. وفضلت أن أعيش في قرية تعرف بصيد السمك خارج المدينة وبعيداً عن أبراجها وعلب الكبريت التي يسمونها الشقق

كان الناس يظنون أنني هندية، فهم لا يعرفون العرب لكن عندهم جالية هندية كبيرة. وكم من مرة كان هنود يتحدثون معي بشكل تلقائي بالهندية في الطريق أو في قطار الأنفاق

من هونغ كونغ كنت أسافر إلى كل حدب وصوب في آسيا وأمريكا اللاتينية وأحياناً حتى أوروبا. أعجبتني حياة المراسلة المتجولة وأعتقد أنني أول شخص في الجزيرة بهذا اللقب الوظيفي. كانت تسهيلات الحياة في هونغ كونغ ومطارها المتقدم تجعل السفر أمراً سائغاً ومرغوباً

كنت أستمتع بعبور الحدود عبر القطار إلى مدينة شينجين والمناطق المجاورة في جنوب الصين. في شينجين وفي غوانجو تعرفت على جالية عربية كبيرة من التجار بشكل خاص، وهناك أيضاً مسلمون وزرت جامعاً شهيراً هناك فيه ضريح

أما في هونغ كونغ فلم تكن هناك جالية عربية كبيرة. لكنني استمتعت برفقة مجموعة تلتقي كل شهر اسمها الندوة العربية. كنا نلقي فيها الأشعار بلغات مختلفة. كنت أنا أترجم أشعاراً من الاسبانية إلى العربية والانكليزية. وكان آخرون يأتون بأشعار صينية وهندية وغيرها. كنا في المجموعة ربما ٣ أو ٤ من العرب لكن مؤسسها مصري والفضل له في تسييرها. أنا أفتقدها، وأحلم بندوة مماثلة في كاراكاس أو أي مكان آخر أعيش فيه، نتبادل فيه الأشعار والثقافات، خاصة أنني الآن بدأت أكتب بعض الخربشات الشعرية

إليكم تقريراً عن الكثافة السكانية العالية في هونغ كونغ 

تاريخ بث التقرير : ٢٤ أغسطس آب ٢٠٠٥
Hong Kong Population Density (in Arabic)
Story aired on Al Jazeera on 24/08/2005


اقرأ المزيد عن أيامي الآسيوية

1 comment:

Hussam Zain said...

وجدت في توصيفك لطبيعة الحياة في هونغ كونغ تشابها كبيرا بيننا نحن المتغربون في الخليج العربي من ناحية طريقة الحياة وبينهم، فالشقق الكبريتية، واللقاء المتباعد المواعيد، والعيش تحت "الحكم الإشتراكي الديمقراطي الرأسمالي" ... من الممكن أن اختلافنا فقط في الأوجه !!!